
أوبك وأوابك من هم ؟ ومن يتحكم في أسعار النفط ؟

دعوة للتعرف علي منظمتي أوبك وأوابك من حيث النشأة والاهداف والاعضاء والقدرة علي التحكم في سوق النفط ،
اولا تاريخ ونشأة منظمة أوابك :
أنشئت منظمة الأقطار العربيـــة المصــــدرة للبـــترول، كمنظمة عربية إقليمية ذات طابـــع دولـــي، بموجباتفاقيــة تم التوقيـــع على ميثاقهــا في مدينـة بيروت في 9 يناير 1968، ، بين كل من المملكة العربيةالسعودية، ودولة الكويت، ودولة ليبيا (المملكة الليبية آنذاك)، وتم الاتفاق على أن تكون دولة الكويت مقراًللمنظمة.
كان ظهور "أوابك" في ذلك الوقت إنجازا عربياً مهماً، إذ سادت ظروف تاريخية صعبة أعقبت الحرب العربيةالإسرائيلية عام 1967. علاوة على الروابط التقليدية والتاريخية التي تجمع بين الدول العربية (اللغة والتاريخ والدين والمصير المشترك)، وبروز الصناعة البترولية كعامل اقتصادي رئيسي مشترك بين معظمالدول العربية، ومن ثمة برزت حاجة الدول العربية المصدرة للبترول إلى آلية ترسي أسس التعاون فيمابينها وتدعمها في المجالات الاقتصادية، وتختص دون غيرها بشؤون النفط لأهمية وزنه في الدخل الوطنيلكل دولة، ولتأثيره على مختلف قراراتها محليا وقوميا ودوليا، لذلك بادرت الدول الثلاث آنفة الذكر إلىإنشاء المنظمة، وقد حددت المادة الثانية من اتفاقية إنشاء (أوابك) أهدافها الرئيسية كما يلي:
"هدف المنظمة الرئيسي هو تعاون الأعضاء في مختلف أوجه النشاط الاقتصادي في صناعة البترولوتحقيق أوثق العلاقات فيما بينها في هذا المجال، وتقرير الوسائل والسبل للمحافظة على مصالح أعضائهاالمشروعة في هذه الصناعة منفردين ومجتمعين، وتوحيد الجهود لتأمين وصول البترول إلى أسواقاستهلاكه بشروط عادلة ومعقولة وتوفير الظروف الملائمة لرأس المال والخبرة المستثمرين في صناعةالبترول في الدول الأعضاء".
أثبتت النواة الأولى لأوابك قابليتها للاستمرار وللتوسع، حيث انضمت إلى عضويتها في عام 1970 كل منالجمهورية الجزائرية، ودولة قطر، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين. وحرصا من الدولالأعضاء على تدعيم المنظمة، بإفساح المجال لأكبر عدد من الدول العربية للانضمام إليهـا، وتوثيـق روابـطالمصلحـة المشتركـة بيـن أعضـائهـا، فقـد تـم الاتفـاق فـي مطلع كانون الأول/ ديسمبر 1971 على تعديل أحدبنود المادة السابعة من اتفاقية إنشاء المنظمة، والمتعلق بشروط قبول انضمام عضو جديد والذي ينص على"أن يكون البترول هو المصدر الرئيسي والأساسي لدخله القومي"، ليصبح "أن يكون البترول مصدرا هامالدخله القومي".
واشترط لقبول انضمام أي دولة عربية إلى المنظمة قبولها بأحكام اتفاقية إنشاء المنظمة وما يطرأ عليها منتعديلات، وأن يوافق مجلس الوزراء على انضمامها بأغلبية ثلاثة أرباع الأصوات، على أن يكون من بينهاأصوات جميع الأعضاء المؤسسين. انضمت الجمهورية العربية السورية وجمهورية العراق للمنظمة عام1972، وجمهورية مصر العربية عام 1973. والجمهورية التونسية في عام 1982، (توقف نشاطها منذ عام1987)، ليصبح عدد الدول الأعضاء 11 دولة عربية.
ثانيا تاريخ نشأة وتطور منظمة أوبك :
نشأة منظمة الأوبك أُنشأت منظمة أوبك عام 1960م، واسمها اختصار لمنظمة البلدان المصدرة للبترول(بالإنجليزيّة: OPEC)، وهي مُنظمة مُتعددة الجنسيات تُنسق سياسات البترول لأعضائها، وتوفر التبادلالفنيّ والاقتصاديّ ما بين الدول الأعضاء، حيثُ إنّهم يمتلكون حوالي أربعة أخماس احتياطيات النفط فيالعالم، ويملكون خمسي إنتاج النفط العالميّ، ولكن يختلفون في كميات البترول في أراضيها، وبمجموعةمتنوعة من المصالح الاقتصاديّة والسياسيّة، والجغرافيا، والدين.[١] كان تأسيس المنظمة في مؤتمر بغداد،وكانت البلدان المؤسسة هي المملكة العربية السعودية وإي
انضمت للمنظمة في السنوات اللاحقة عِدة دول، مثل: إندونيسيا، وليبيا، والإمارات العربيّة المتحدة،والجزائر، ونيجيريا، والإكوادور، وغيرهم من الدول المُنتجة للبترول، وكان السبب الرئيسيّ لتشكيل المُنظمةهو سيطرت الشركات مُتعددة الجنسيات على سوق البترول العالميّ.[٢] فترة السبعينات سيطرت الدولالأعضاء لمنظمة الأوبك على سوق البترول العالميّ خلال سبعينات القرن الماضي، وشهد هذا العقد العديد منالأحداث المؤثرة التي تسببت في تقلبات حادة بأسعار البترول عالميًّا، وفي عام 1976م أسس صندوق أوبكللتنمية الدوليّة.[٢] فترة الثمانينات والتسعينات تراجع الطلب على الطاقة والنفط في أوائل ثمانينات القرنالماضي، وانهار السوق الماليّ العالميّ عام 1986م مما أدى لانهيار أسعار النفط، مما خفّض بشكل كبيرإجمالي عائدات النفط لمنظمة أوبك وأعضائها، ولكن تحسن السوق الماليّ في فترة التسعينات.[٢] التاريخالحديث لمنظمة أوبك واصلت منظمة أوبك جهودها في استقرار السوق الماليّ في بداية القرن الحالي، ولكنعمليات واسعة من المضاربة وعوامل أخرى عام 2004م غيرت وضع السوق، وزادت التقلبات فيه بشكل كبير،واستمرت هذه التقلبات بشكل ملحوظ مع انهيار السوق الماليّ العالميّ عام 2008م، والذي أدى لركوداقتصاديّ.[٢] شكَّلت مشاكل الاقتصاد العالميّة المعضلة الأساسيّة لمنظمة أوبك في العقد الثاني من القرن،كما أثرت الاضطرابات الاجتماعيّة في أجزاء عديدة من العالم على العرض والطلب خلال نصف سنواتنصف العقد، وفي عام 2015م وقع جميع أعضاء المنظمة على اتفاقية باريس.[٢] كان توقيع المنظمة لاتفاقيةباريس بسبب بداية تركيز العالم وبشكل أساسيّ على المسائل البيئيّة المُهمّة، وفي العقد الحالي واجهتمنظمة أوبك كباقي المنظمات والدول مشكلة تفشي وباء كورونا، ومع انتشاره وتأثيره على الاقتصادالعالميّ، وقطاع الطاقة، ضُغط بشكل كبير على الدول المُنتجة لاتخاذ إجراءات أمان صارمة.[٢] دور الدولالأعضاء في منظمة أوبك تمتلك بعض أعضاء الأوبك مثل: السعودية، والكويت، والعراق، والإمارات مخزوننفطيّ ضخم للفرد الواحد من سكانها، وهي قويةً ماليًّا، حيثُ تتمتع بمرونة عالية في تعديل إنتاجهاوكميات التصدير، بينما تمتلك الدول الأخرى كمية صغيرة من المخزون، كما تمتلك فنزويلا احتياطي نفطيّكبير جدًا ولكن إنتاجها أقل بكثير من السعودية والدول الأخرى.[١] تلعب المملكة العربيّة السعوديّة الدورالرئيسيّ في المنظمة، فهي تُسيطر على حوالي ثلث إجمالي احتياطات أوبك من النفط، أمّا الأعضاءالمؤثرين الآخرين في المنظمة، هم: العراق، والكويت، وإيران، والإمارات العربيّة المتحدة.[١] أهداف منظمةأوبك تطمح منظمة أوبك للوصول والحفاظ على عدّة أهداف منذ نشأتها ولوقتنا الحالي، وفيما يأتي ذكرأبرزها:[٣] تنسيق وتوحيد السياسات للدول الأعضاء في المنظمة، خاصة في أسعار بيع وشراء البترول فيالسوق العالميّ. ضمان استقرار أسواق النفط؛ لتأمين حاجيات السوق وإمداده بالكميات التي يحتاجها منالبترول بفعالية، وضمان التوزيع العادل ما بين الدول الأعضاء. ضمان عائد ماليّ، ورأس مال، ودخل مناسبوثابت للمنتجين المستثمرين في صناعات البترول، وجميع مشتقاته سواء من الغاز أو غيره.
اما من يتحكم في اسعار النفط فهذا يرجع الي عوامل كثيرة اهمها :
العاملان الرئيسيان اللذان يؤثران على سعر النفط هما: العرض والطلب، ومعنويات السوق، ومع بديهيةمفهوم العرض والطلب وبساطة شرحه حيث إن زيادة الطلب (أو انخفاض العرض) يؤدي إلى زيادة الأسعار،وانخفاض الطلب (أو زيادة العرض) يؤدي إلى نزول الأسعار، إلا أن الأمر يبقى مختلفاً مع النفط إلى حد ما،فتحديد سعر النفط كما نعرفه يتم بالفعل في سوق العقود الآجلة.
والعقود الآجلة هي بمثابة اتفاقية ملزمة بين المنتجين والمستهلكين يتم فيها الاتفاق على سعر الشراء لمعاملةتتم في وقت لاحق مستقبلاً، وبموجب العقود الآجلة، يلتزم كل من المشتري والبائع بالوفاء بجانبهما منالمعاملة في التاريخ المحدد.
وتتكون أسواق النفط من المضاربين الذين يراهنون على تحركات الأسعار، والمتحوطين وهم الذين يحدون منالمخاطر في إنتاج النفط أو استهلاكه، فالمضارب هو شخص يخمن اتجاه السعر وليس لديه نية لشراء المنتجبالفعل، والمتحوط هو كشركة الطيران التي تشتري العقود الآجلة للنفط للحماية من الارتفاع المحتمل فيالأسعار.
العقود الآجلة هي اتفاقية ملزمة بين المنتج والمستهلك يتم فيها الاتفاق على سعر لوقت لاحق
العامل الرئيسي الآخر في تحديد أسعار النفط هو معنويات السوق، إذ إن مجرد الاعتقاد بأن الطلب علىالنفط سيزداد بشكل كبير في مرحلة ما في المستقبل يمكن أن يؤدي إلى زيادة كبيرة في الأسعار في الوقتالحاضر، حيث يقوم المضاربون والمتحوطون على حد سواء بإبرام عقود آجلة للنفط، والعكس صحيح أيضاًإذ إن مجرد الاعتقاد بأن الطلب على النفط سينخفض في مرحلة ما في المستقبل يمكن أن يؤدي إلىانخفاض كبير في الأسعار في الوقت الحاضر، حيث يتم بيع العقود الآجلة للنفط وعلى المكشوف في كثيرمن الحالات وبصورة عاجلة، ولنا أن نتخيل هنا العامل النفسي المسيطر ومدى تؤثر الأسعار بحالاتالاضطراب والترقب التي تنتاب الأسواق.
كما يمكن لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أن يكون لها تأثير كبير على أسعار النفط من خلال تحديدأهداف الإنتاج لأعضائها، حيث تضم أوبك دولاً لديها بعض من أكبر احتياطيات النفط في العالم، إذيستحوذ أعضاء أوبك على نحو 71% من إجمالي احتياطيات النفط الخام المؤكدة في العالم، ويشكلون36% من إجمالي إنتاج النفط الخام العالمي حسب إحصائيات
ما هي عوامل العرض لسعر النفط؟
في أي نوع من الأسواق، هناك العديد من عوامل العرض المختلفة التي يمكن أن تؤثر على السعر بما في ذلكسعر النفط. بعض عوامل العرض هي منظمة النفط (أوبك)، وعوامل غير أوبك وصدمات العرض الخارجية.
لا بد أنك سمعت بمنظمة أوبك من قبل، إذا لم تكن قد سمعت، فلا تقلق، فهذا ما نحن هنا من أجله. إليك خلفيةسريعة: تأسست أوبك عام 1960 في مؤتمر في بغداد، وهي منظمة حكومية دولية دائمة تضم 13 دولةمصدِّرة للنفط وتعمل على تنسيق وتوحيد السياسات البترولية لدولها الأعضاء.تسيطر منظمة أوبك على مايقرب من 40٪ من إمدادات النفط العالمية، وتهدف إلى توحيد وجهات النظر فيما يتعلق بحصص إنتاجالنفط لمنع فائض الإنتاج والهبوط السريع في أسعار النفط، مما يضمن بالتالي استقرار أسعاره فيالأسواق الدولية. لكن، لا شيء مثالي. لا تزال أوجه القصور في سياسة أوبك قائمة، بما في ذلك الانقطاعاتغير المتوقعة، أو السياسة الإقليمية التي تدفع للحصول على حصة في السوق، أو عدم التزام الدولالأعضاء بالحصص المتفق عليها.
يمكن للدول التي ليست أعضاء في أوبك مثل الولايات المتحدة أن يكون لها تأثير كبير على أسعار النفط. على سبيل المثال، انتقلت الولايات المتحدة من واحدة من أكبر مستهلكي الطاقة في العالم إلى واحدة منأكبر منتجي الطاقة في العالم. ولم تتوقف عند هذا الحد، بل هي الآن أكبر دولة منتجة للنفط في العالم. والسبب في هذا إلى حد كبير هو إنتاجها للنفط الصخري في العقد الماضي، مما منحها الكثير من القوةوالسلطة على أسعار النفط.
يمكن أن تتأثر أسعار النفط بالأحداث التي لا تتعلق بشكل مباشر بالعرض، بدءًا من الأحداث الجيوسياسية– مثل الأحداث المناخية الكبرى – إلى عدم الاستقرار الجيوسياسي أو الإقليمي. أدى الحظر النفطي العربيعام 1973، المعروف أيضًا باسم “الصدمة النفطية” الأولى، إلى ارتفاع أسعار النفط بنحو 230٪.وقد قررتأوبك عام 2017 تقليص إنتاجها، مما أدى أيضًا إلى ارتفاع أسعار النفط بنسبة 7٪ تقريبًا.
لا يقتصر أثر أحداث الطقس الكبرى على تدمير البنية التحتية والأسواق فحسب، بل يمكن أن تؤثر أيضًاعلى أسعار النفط. ومن الأمثلة الحديثة على ذلك عندما ضرب إعصار كاترينا الولايات المتحدة عام 2005،مما ألحق أضرارًا جسيمة في البنية التحتية لإمدادات النفط في المنطقة، وهذا بدوره أدى إلى حدوث صدمةعرض في الأسواق العالمية.
وقد أدى ارتفاع أسعار النفط والغاز الناجم عن الصراع الروسي الاوكراني إلى زيادة مخاطر حدوث أسوأصدمة تضخمية مصحوبة بركود تضرب أوروبا منذ السبعينيات. وحذّر عدد كبير من الخبراء من أن أوروباستغرق في ركود عميق إذا سارعت إلى قطع النفط والغاز الروسي وبالتالي سيتأثر العالم بأثره من هذهالصدمة الاقتصادية والاجتماعية والاقتصادية.